Tuesday , 08 October 2024 KTM College
Literature

الأردن وأدب العرب الحديث المتقدم فيها

24-April-2020
نشاد علي و ف
الأستاذ المساعد بقسم البحوث والماجستير في اللغة العربية، كلية جمال محمد، ترشي، تاميلنادو، الهند

 الأردن دولة عربية تقع في جنوب غرب آسيا ومعروفة رسميا المملكة الأردنية الهاشمية استقلّت عام 1924 من القوات البريطانية. وقبيل ذلك وضع حجر أساس الإمارة فيها الأمير عبد الله بن حسين سنة عام 1921م وعندما حصلت على الإستقلال نودي الأمير لتأسيس ملكة وعرفت منذ ذلك بالمملكة الأردنية الهاشمية.
ازدهر الشعر والنثر في الأردن زمن الامارة وكان مصطفى وهبي التل الملقب بـ عرار شاعر الأردن الأول حيث قال شعراً فصيحاً منظوماً أقرب إلى روح الشعب، وكان صوتاً جريئاً ناطقاً باسم فقراء الأمة ومظلوميها في تلك الفترة. وفي حقل النثر، كان محمد صبحي أبو غنيمة أول من كتب 'أغاني الليل'، وهي مجموعة قصص اجتماعية وأخلاقية وأدبيّة. بعد وحدة الضفتين ظهر أدب جديد من تمازج الهويّة الأردنيّة والفلسطينية، فأنتج الأدباء الفلسطينيون الأردنيون الرواية والقصة مثل جُمعة حمّاد ومفيد نحلة، والشعراء الأردنيون الفلسطينيون القصائد والأشعار مثل; خليل زقطان وفدوى طوقان.. وشهد عقد الخمسينات والستينات مرحلة التأسيس للأدب الأردني الحقيقي ففيها نشأت المجلات الأدبية المتخصصة التي ترعى الأدب وتشجع الأدباء، وفي هذه المرحلة تعددت المنابر الأدبية وكثر التأليف. ولعب في تخصيب الأردن بالأدب العربي منظمتان المهمتان دوار كبيرا وهي مجمع اللغة العربية ورابطة الكتاب الأردنيين. فهذه الورقة ستعالج تطور الأدب العربي في الأردن عبارة عن الأدباء البارزين وحركات الأدب العربي.
مجمع اللغة العربية الأردنية:
وكانت بداية إنشاء مجمع اللغة العربية الأردنية في الأردن في عام 1924 حسب الوثائق التاريخية ومجلة المجمع العلمي العربي بدمشق المنشورة في كانون الثاني سنة 1924 وعلى هذا أن المجمع الأردني ثاني مجمع للغة العربية بعد المجمع العلمي العربي بدمشق المؤسسة سنة 1919. ولكن للأسف الشديد تنفس أنفاسه الأخيرة من أجل قلة الموارد المالية والعلمية والبشرية وفي سنة 1961 أنشئت في وزارة التربية والتعليم بعمان اللجنة الأردنية للتعريب والترجمة والنشر متلبية توصية مؤتمر التعريب الأول الذي عقد في الرباط في شهر نيسان من ذلك العام وصدرت عن هذه اللجنة فكرة تأسيس المجمع وفي سنة 1973 وافق مجلس الوزراء على إرسال ثلاثة وفود من أعضاء لجنة التعريب والترجمة والنشر لزيارة مجامع اللغة العربية في دمشق والقاهرة وبغداد للتعارف ودراسة أعمال هذه المجامع وأنظمتها وأسباب العمل فيها والإطلاع على أجهزتها العاملة وحضور جلسة عمل في كل منها ومعرفة آراء أعضائها النابعة من تجاربهم الشخصية فيها.
وفي أواخر سنة 1973م قرر مجلس الوزراء مبدئيا على طلب وزير التربية والتعليم تأسيس المجمع وكانت اللجنة الأردنية لا تزال تستمر في ممارسة أعمالها حتى صدرت الإدارة الملكية السامية بتأسيس مجمع اللغة العربية الأردنية وبدأ المجمع يزاول أعماله بصورة رسمية منذ اليوم الأول من شهر تشرين الأول سنة 1976م.
أهدافه:
 الحفاظ على سلامة اللغة العربية وجعلها تواكب متطلبات الآداب والعلوم والفنون الحديثة
 توحيد مصطلحات العلوم والآداب والفنون ووضع المعاجم والمشاركة في ذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمؤسسات العلمية واللغوية والثقافية داخل المملكة وخارجها
 إحياء التراث العربي والإسلامي في اللغة والعلوم والآداب والفنون.
رابطة الكتاب الأردنيين:
بهدف توحيد جهود أدباء الكتاب الأردنيين من مختلف مجالات الأدب من رواية وشعر وقصة وأبحاث ونقد أدبي تم تنشئة تنظيم سنة بعنوان رابطة الكتاب الأردنيين.كان أول رئيس هذه الرابطة عبد الرحيم ومازالت الرابطة تتداخل في الشؤون الإجتماعية والأدبية بشكل عام حتى اليوم. واستضاف الأردن الأمانة العامة للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حيث تولى رئيس رابطة الكتاب فخري قعوار منصب الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، في دروتين متتاليتين في الفترة 1992-1996.
والرابطة مسؤولة مكتب النشر والمشرفة على الموقع الإلكتروني للاتحاد العام منذ تشرين الثاني 2012.وتم انتخاب الرابطة لتكون النائب الأول للأمين العام لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا عن قارة آسيا، وذلك في مؤتمر إعادة إحياء اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا الذي عُقد في القاهرة في تموز 2012.ولا تزال تتفاعل حتى الآن-2013- في صورة منظمة تحت رئاسة هيئة إدارية عيد النسور.
أهدافها:
• تنشيط الحركة الفكرية والأدبية وتوسيع قاعدتها والعمل على توسيع دائرة القارئ وتعميق ثقافته الفكرية
• توفير الظروف الملائمة لنمو الطاقات للكتاب الأردني وتطورها في مجالات الخلق والتعبير الفكري في جو من الحرية والإنطلاق
• استلهام الجوانب الإنسانية والوطنية في التراث القومي والأدب الشعبي الأردني ووضعه في تيار الأدب العالمي والإبداع معبرا عن مطامح الإنسان الأردني وآماله
• تعزيز الصلات بين الأدباء الأردنيين من خلال الرابطة وبين الهيئات الأدبية والثقافية في الوطن العربي والعالم
• التعريف بالأدباء والكتاب في فلسطين ودعمهم وتشجيعهم والدفاع عن حقوقهم بكل الوسائل المتاحة
• نشر الإنتاج الأدبي والفكري وإصدار المطبوعات والنشرات الأدبية التي تكون منبرا للكاتب الأردني لإيصال فكره إلى الفضاء الإنساني في العالم العربي والعالم كله.
النبذة إلى بعض شخصيات الأدباء:
روكس بن زائد العزيزي (1903-2004)
ولد روكس العزيزي في مدينة مادبا الأردنية عام 1903. وهو من عشائر العزيزات المسيحية الأردنية، ومن أحفاد الغساسنة. وقد تعلم روكس في مدارس اللاتين، واشتغل بالتدريس فترة، ولكنه لم يلبث أن هجر التدريس وانتقل إلى سلك الكتابة الأدبية. توفي في 21 ديسمبر 2004 . أطلقت أمانة عمّان تكريما له اسمه على أحد شوارعها. ترك المدرسة عام 1914 عند بداية الحرب العالمية الأولى، ودرسه مدرسان في البيت أحضرهما له والده، أحدهما درّسه الإنجليزية والآخر درسه الفرنسية. بدأ بتدريس اللغة العربية في مدرسة اللاتين في مادبا عام 1918. وحين تركه عام 1942 التحق بسلك التدريس ثانية في كلية الترسنطة في القدس ليدرس الأدب العربي واستمر فيها حتى عام 1948. رجع ليعمل في التدريس ثانية في مادبا واستمر حتى عام 1974 أصدر نحو ثمانين كتاباً، منها: قاموس اللهجات والأوابد الأردنية، ومعلمة للتراث الأردني، وسلسلة المنهل في تاريخ الأدب العربي، وسلسلة الزنابق. وله دراسات عن العشائر الأردنية وقصص مستوحاة من الصحراء. تواصل روكس مع كثيرين من أعلام عصره كشيخ العروبة أحمد زكي باشا والدكتور أحمد زكي أبو شادي رائد جماعة أبولو الشعرية.
مناصبه المهمة:
• كان أول مراسل صحفي أردني لجريدة الأحوال اللبنانية.
• كان رئيس رابطة الكتاب الأردنيين عام 1976.
• ممثل الرابطة الدولية لحقوق الإنسان في الأردن منذ عام 1956 حتى وفاته.
• عضوية شرف في مجمع اللغة العربية الأردني
ومن أهم أعماله التي تم إنتاجها درامياً، وهي جميعاً من إخراج صلاح أبو هنود:
• نمر العدوان.
• رجم الغريب.
• محاكم بلا سجون
الأوسمة والجوائز:
• وسام التربية والتعليم.
• وسام الصليب الأبيض.
• شهادة يوبيل الملك حسين في الأدب عام1977.
• وثيقة التقدير الذاتية عن أعماله المتميزة عام 1982.
• جائزة الدولة التقديرية في مجال الآداب.
• وسام الحسين للعطاء المتميز
حسني فريز خزنى كاتبي
حسني فريز’ وزير وزارة التربية والتعليم الأردنية السابق’ ولد في مدينة السلط الأردنية سنة1907 لأب دمشقي الأصل من أسرة خزنة كاتبي، وأم نابلسية. تلقّى دراسته الأولى في كتاتيب السلط، ومدارسها، وأنهى دراسته الثانوية في مدرسة السلط الثانوية سنة 1927 بتفوّق، فاختارته وزارة التربية والتعليم- المعارف آنذاك- في أول بعثة دراسيّة إلى الجامعة الأمريكية في بيروت، حيث قضى هناك خمس سنوات يدرس الآداب، وتخرّج ببكالوريوس آداب سنة 1932.
بعد تخرّجه عمل في التدريس بين السلط، وعمّان، والكرك إذ درّس الأدب العربي والتاريخ، والجغرافيا. أصبح مديراً لمدرسة السلط الثانوية سنة 1944، ثمّ مفّتشاً في وزارة التربية والتعليم، ثمّ مراقباً للاستيراد والتصدير سنة 1952. وظلّ في وظيفته إلى أن أحيل على التقاعد سنة 1958، ثم أعيد تعيينه ثانية في الخدمة سنة 1959 مساعداً لوكيل وزارة التربية والتعليم، ثم وكيلاً للوزارة سنة 1962، إلى أنْ أحيل على التقاعد ثانية سنة 1963، ولكنّه لم يلبث أن عيّن مستشاراً أدبيّاً في وزارة الإعلام. ظلّ حسني فريز يكتب مقالة أسبوعية في صحيفة الرأي الأردنية عدّة سنوات، وكانت آخر مقالة كتبها قبل وفاته بيوم واحد.
الشعر
• هياكل الحبّ، مطبعة الاعتدال، دمشق، 1938.
• بلادي، د. ن. عمّان، 1954.
• غزل وزجل (شعر شعبي)، مطبعة ومكتبة شوقي، عمان، 1977.
• هياكل الحب، (ضمّ الديوانين هياكل الحب وبلادي)، مطبعة السعادة، مصر، 1948، ومكتبة الاستقلال عمان، ط2، 1948، ومطبعة الشرق ومكتبتها، عمان، ط3، 1978.
• هياكل الحب، ج‍1، (ضمّ الديوان مسرحياته): الطوفان، مع الآلهة على الاكروبول، الحب يعلو)، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1986.
• الزهور (قصة شعرية)، بالاشتراك مع عبد الحليم عباس، د.ن، د.ت.
القصص
• مغامرات حمار، (للأطفال)، د.ت، بيروت، 1940.
• مغامرات تائبة، دار الكتاب العربي، بيروت، 1966، ط2، دار الفكر، عمان، 1974.
• عروة وعفراء، (قصص تمثيلية)، مطبعة الشروق ومكتبتها، عمان، 1971.
• قصص من بلدي، مطبعة الشرق ومكتبتها، عمان، 1975.
• قصص وتمثيليات، مكتبة العلماء، عمان، 1980.
• شجرة التفاح، (للأطفال)، وزارة التربية والتعليم، عمان، 1981.
• قلب القرد، (للأطفال) وزارة التربية والتعليم، عمان، 1981.
• العطر والتراب،و دار ابن رشد،عمان، 1981.
• جنّة الحبّ، وزارة الثقافة والتراث القومي، عمان، 1988.
• قصص ونقدات، د.ن، عمان، د.ت.
الدراسات
• عبد الحليم عباس، بالاشتراك مع د. جميل علوش، رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1979.
• ملامح من الماضي والحاضر، (ذكريات وخواطر)، دائـرة الثقافة والفنــون، عمان، 1981.
• مع رفاق العمر، (خواطر وسيرة ذاتية)، منشورات رابطة الكتاب الأردنيين، عمان، 1982.
الترجمة
ألّف حسني فريز عدداً من الكتب المدرسية باللغة العربية، والإنجليزية، وعني بترجمة بعض الأعمال من الإنجليزية إلى العربيّة، منها:
• كليوبترا: حياتها وعصرها، عمّان، د. ت.
• أساطير الإغريق والرومان، تأليف ه‍ . أ. جيربر، دائرة الثقافة والفنون، عمان، 1976.
• طاغور، عبقريّة ألهمت الشرق والغرب، تأليف: كريشنا كريبلام، اللجنة الأردنية للتعريب بالتعاون مع دار الكاتب العربي، عمّان، د.ت.
• بريطانيا والعرب، أرنولد توينبي، وزارة الإعلام، عمّان، د. ت.
• قصص من شكسبير، هـ• ج، وايت، وآخرون، مكتبة الاستقلال، د. ت.

حسني بن عمر بن رشيد زيد الكيلاني1979-1910))
ولد حسني بن عمر بن رشيد زيد الكيلاني سنة 1910 (على الأرجح) في السلط- وقيل في نابلس- لأسرة فقيرة، إذ كان والده رجلاً أمّياً، يعمل في فلاحة الأرض، وقد توفي وولده حسني في السنة السادسة من عمره، فعاش وأخوه الأكبر رشيد- الذي أصبح شاعراً في وقتٍ لاحق- وأخته ثريّا، مع أمّهم حنيفة في كنف جدّهم رشيد في مدينة نابلس. توفي جدّه بعد فترة قصيرة، فانتقلت أسرته إلى السلط؛ لتعيش هناك عقداً من الزمان، في رعاية خال الأولاد الشيخ عبد الحليم زيد الكيلاني، إمام السلط ومفتيها. ثمّ انتقل حسني وأمّه وأخوه إلى الكرك، وظلّوا فيها إلى أن تزوّج أخوه، فعادوا إلى السلط. تعلّم حسني في مدرسة السلط الثانوية، إذ التحق بها في العام الدراسي 1922/1921 وبقي فيها حتى العام الدراسي 1928/1927 ثم تركها بسبب الظروف القاسية آنذاك. نشر الشاعر في حياته عدة قصائد في المجلات والصحف، منها: جريدة الجزيرة ومجلة الرائد ومجلة العروبة ومجلة المعرفة وترك شعراً مخطوطاً.
عمل في سلك التدريس خلال ثلاثينيات هذا القرن، إذ عُيِّن معلّماً في مدينة الخليل، فانتقل مع والدته إليها، وبقيا فيها فترة تتراوح ما بين ثمانية إلى عشرة أعوام. انتقل حسني وأمّه إلى عمّان سنة 1940، واتصل- بعد عودته من فلسطين- بالملك عبد الله بن الحسين، فمدحه بعدّة قصائد، نشرها في ديوانه، في باب "هاشميات". أنعم عليه الملك عبداللّه بوظيفة في الجيش برتبة كاتب مدني سنة 1948، وبقي في هذه الوظيفة ثلاث عشرة سنة، وأحيل على التقاعد في 15/10/1960 وهو في السنة الخمسين من عمره، نتيجة الإدمان على التدخين وتعاطي الخمر، وبترت ساقه اليسرى نتيجة إصابته بداء السكري. كان يقيم مع والدته المشلولة في مسكن غير صحي، في سفح جبل القلعة، ثمّ احترق مسكنه وأصيب إصابة شديدة، نُقل على أثرها إلى المستشفى، وبعد خروجه انتقل من جبل القلعة، وأقام في فندق البرج، ثمّ عاد إلى جبل القلعة، فمرض وأدخل المستشفى مرّة أخرى، ثمّ رحل إلى مدينة الأزرق سنة 1975 وبقي فيها سنتين، ثمّ رحل إلى مدينة الزرقاء فأقام في حي معصوم، وظلّ فيه إلى أن توفي في 5/9/1979.

مؤلفاته:
• الشعر:
1. "أطياف وأغاريد"، دار الرائد للدعاية والنشر، عمّان 1946 ثم أعادت وزارة الثقافة نشر الديوان ضمن سلسلة إحياء التراث الأردني/ رقم 3.
أديب عودة عباسي (1905-1997)
أديب عودة عباسي أديب أردني مسيحي ولد في بلدة الحصن سنة 1905، وتلقّى دراسته الابتدائية ودراسته الثانوية في الناصرة، ثم تخرّج في دار المعلّمين في القدس. اختير بسبب تفوّقه لبعثة دراسية في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث درس الاقتصاد، ثم تحوّل إلى دراسة الأدب العربي بضغط من إدارة الجامعة بسبب أفكاره وآرائه غير المرضية في الاقتصاد الدولي.عمل مدّة شهر واحد في لجنة التصدير والتوريد في عمّان، ثمّ ترك وظيفته، وتحوّل إلى التعليم، فعمل مدرّساً للأدب العربي، والفلسفة، وعلم النفس في عددٍ من مدارس فلسطين، وشرق الأردن ما بين 1930-1942.
كتب أديب في مجلّتي "الرسالة" و"الرواية" اللتين أصدرهما أحمد حسن الزيّات، ونشر كتاباته في "الثقافة" و"الهلال" و"الغد" و"المقتطف" إلى جانب العديد من الصحف والمجلاّت في الأردن وفلسطين. وظلّ مثابراً على الكتابة خلال سني عمله في التدريس إلى أنْ قُدّم إلى مجلس تأديبي عقد لمناقشة تعارض نشاطاته الأدبية والفكرية مع مهنة التدريس، وقرّر المجلس تنزيل راتبه من سبعة عشر ديناراً إلى اثني عشر ديناراً، واشترط التزامه بالتوّقف عن الكتابة والنشر. فاضطّر إلى ترك عمله، وانقطع للقراءة والكتابة في بيته منذ ذلك التاريخ، فعاش حياة الكفاف في العَقْد الذي بناه أبوه عام 1985، والذي تحوّل بعد وفاته إلى متحف خاصّ بأعماله ومقتنياته.
كتب أديب الشعر، والمقالة، والقصّة، والرواية باللغتين العربية، والإنجليزية، وترجم العديد من عيون الشعر العالمي، وألّف في الفلك والعلوم الطبيعية، وترك ستةً وتسعين مخطوطاً. توفي عام 1997.
مؤلفاته
•القصة: عودة لقمان، د. ن، عمان؛ د.ت.
•المقالات: أي الكونين هذا الكون ومقالات في العلم والأدب، إعداد: ناصر النمري، دار الكرمل، عمّان، 1988
2. النمري (ناصر): أي الكونين هذا الكون، دار الكرمل، عمّان، 1998.
3. النمري (ناصر): أديب عباسي فلسفة العلمية والأدبية’ دار الكرمل’ عمان.

رفعت الصليبي (1916-1952)
ولد رفعت بن سعيد (باشا) بن مصطفى الصليبي في مدينة السلط سنة 1916. كان والده أول نائب عن لواء البلقاء في أول مجلس تشريعي في البرلمان السوري في العهد الفيصلي ، وتولّى رئاسة البلدية، وكان أحد أعضاء مجلسها، والتحق بالثورة العربية الكبرى منذ أن قامت. نال تعليمه الأول في الكتاتيب على يد الشيخ عبد الحليم زيد الكيلاني، إذ حفظ بعض أجزاء من القرآن، وتعلّم شيئاً من الحساب، ثم انتقل إلى مدرسة تجهيز السلط ( ثانوية السلط)، ثم إلى جامعة دمشق وتخرّج فيها، ونال إجازة الحقوق في 25 حزيران 1938.
بدأ حياته العملية محامياً، وكان يضمّه والشاعر الأردني مصطفى وهبي التل (عرار) مكتب واحد. انتقل إلى سلك الإدارة الحكومية وكان أول تعيين حظي به (مساعد النائب العام) ثم أصبح في ما بعد قاضي صلح عمان، ثم انتقل إلى محكمة بداية إربد، ليصبح بعد ذلك قاضي أراضٍ بدرجة ممتاز. وفي تلك الأثناء شارك في تعديل كثير من موّاد قانون دائرة الأراضي في عمان. كان مولعاً برياضة الصيد، وفي أثناء وجوده في غور الصافي بمحافظة الكرك، نزل في رحلة صيد، وكان معه كاتبه الذي انطلقت منه رصاصة طائشة فقتلت الشاعر الصليبي على الفور، فحُمل إلى مدينة السلط، حيث ووري جثمانه، وكان في السادسة والثلاثين من عمره.
نظم رفعت الشعر وهو صغير السن، وما تزال عائلته تحتفظ له ببعض الأوراق التي تمثل هذه الفترة، كما يحتفظون له ببعض الرسائل. واستمر في نظم الشعر وهو في دمشق عندما كان يدرس الحقوق، وكان في تلك الأثناء ممثلاً لطلبة شرقي الأردن، وناطقاً باسمهم في الجامعة السورية، واتصل بعدد كبير من الشخصيات العربية التي كانت تقارع الاستعمارين الفرنسي والإنجليزي. وعندما عاد سلطان باشا الأطرش إلى سورية قادماً من الأردن ألقى رفعت بين يديه كلمة. له أحاديث إذاعية، وقصائد بثّتها دار الإذاعة الفلسطينية، كما قدّم محاضرة في فندق الملك داود بمدينة القدس.
كان رفعت من مؤسّسي "الندوة الأدبية بعمّان" ثم أسّس النادي العربي بإربد. وكان يستدعي لهما كبار الأدباء من فلسطين ولبنان وسورية محاضرين وزائرين. عمل قرابة عامين سكرتيراً لتحرير مجلة "الرائد العربي" التي كان يصدرها أمين أبو الشعر. لم يُجمع ديوان الشاعر رفعت الصليبي في حياته، وقام د. سحبان خليفات بجمع شعره، وتبنّت دائرة الثقافة والفنون نشره، وأصدرته بعمّان سنة 1978 بعنوان:" رفعت الصليبي: قصائد ومقالات 1916-1952". وتضمن المنشور 60 قصيدة، وبعض المقالات النقدية، ومرثيتين رثاه بهما الشاعر رشيد الكيلاني والشاعر حسني فريز، ومقدّمة للدكتور سحبان خليفات، ودراسة نقدية للشاعرخالد الساكت.
محمد صبحى أبو غنيمة (1970):
ولد مدينة اربد، وهو من أصدقاء عرار، درسا معاً في اربد، وفي مدرسة عنبر بدمشق، وفي تجهيزاية حلب، واشتغلا في المعارضة في الحقل السياسي، ثم اختار دمشق دار اقامة له، ودرس الطب في ألمانيا في جامعة برلين، ومارس مهنة الطب أربع سنوات، وفي عام 1964 عين سفيراً للأردن لدى سورية وظل فيها حتى وافاه الأجل المحتوم. له مجموعة من القصائد المترجمة عن الألمانية، وله كتاب أصدر في ألمانيا أثناء دراسته في مجلة "الحمامة". وتوفي عام 1970م.
عبد الحليم عباس أبو حميدان العواملة
ولد عبد الحليم عباس أبو حميدان العواملة في السلط سنة 1913. توفي والده قبل أن يتم سنته الأولى، ما دفعه للاعتماد على نفسه. درس في كتاتيب السلط الثانوية، ثمّ في مدرسة السلط الثانوية وتخرّج فيها سنة 1928، وكان من أساتذته الشيخ نديم الملاّح الذي تبنّى إنتاجه المبكر، ونشر بعضه في مجلّته "الحكمة" (1932-1933).
التحق عبد الحليم بمعهد الحقوق في دمشق سنة 1929، لكنّ ظروفه الماليّة حالت دون مواصلة الدراسة، فعاد ليعمل مدرّساً في وزارة المعارف. وتنقّل بين وزارة التربية والتعليم، ودائرة الجوازات، ووزارة الداخلية، ووزارة الإعلام.
كان جل ّنشاطه مقالاتٍ نُشرت في صحف ومجلاّت منها: "الحكمة"، و"الجزيرة"، و"الرائد"، و"الدستور". وقد أعاد نشر بعضها في كتب مثل كتاب "في السياسة والأدب" (جزءان) وكتاب "أبطال العقيدة"، وله فضل الريادة في النتاج الروائي الأردني؛ إذ كتب رواية "فتاة من فلسطين" بُعيد نكبة سنة 1948. وتقديراً للجهد الفكري الذي قدّمه، منحه الملك الحسين بن طلال شهادة تقديرية سنة 1977. وقد توفي سنة 1979.
مؤلفاته
• القصة:
1. قصة من دير ياسين (قصّة طويلة)، منشورات وزارة الثقافة، عمّان، 1990.
2. قصتان من فلسطين؛ فتاة من فلسطين وقصة من دير ياسين، سلسلة إحياء التراث الأردني (6)، منشورات وزارة الثقافة، عمان د.ت.
• الدراسات
1. أبو نواس، سلسلة اقرأ رقم 12، دار المعارف، مصر، 1946.
2. البرامكة في بلاط الرشيد،· د. ن، عمّان، 1946.
3. البرامكة في التاريخ، دار النشر والتوزيع والتعهّدات، عمّان، 1956.
4. أصحاب محمّد، مطابع الشركة الصناعيّة، عمّان، 1964.
5. في السياسة والأدب، ج‍1، مطبعة الجميل، عمّان، 1968.
6. أبطال العقيدة، منشورات دائرة الثقافة والفنون، عمّان، 1973.
7. في السياسة والأدب، ج‍2، منشورات دائرة الثقافة والفنون، عمّان، 1975.
8. شباب الأردن في الميزان- إعداد كايد هاشم، منشورات دائرة الثقافة والفنون، عمّان، 1976.

المصادر والمراجع

1. الدكتوراة السعافين’ إبراهيم’ الشعر العربي المعاصر في الأردن وفلسطين (المقالة)
2. ar.wikipedia.org/wiki/ www.culture.gov.jo/index.php?...id ’حسنى فريز
3. www.majma.org.jo
4. www.mutah.edu.jo/index.php/en/arts/art-alandl.html ’ جامعة مؤتة.
5. ar.wikipedia.org/wiki/ ’روكس بن زائد العزيزي
6. ar.wikipedia.org/wiki/’ حسني بن عمر بن رشيد زيد الكيلاني
7. ar.wikipedia.org/wiki/’ أديب عودة عباسي