Tuesday , 10 December 2024 KTM College
Literature

"دموع الأبناء على رثاء زين العلماء" – أحدث إبداع هنديّ في فنّ الرثاء

24-April-2020
د. عبد الغفور بن الحاج محمد الهدوي كنتدي
أستاذ مساعد، قسم اللغة العربية بكليّة الجامعة، ترفاندرم

 الرثاء هو فنّ شعري قديم يصوغ فيه الشاعر عواطفه وأحاسيسه الممزوجة بالآلام والأحزان المنبعثة عن فقدان أيّ من أقاربه أو أحبّ الناس إليه، فيصوّر من خلال سطوره المبكية مآثر الفقيد ومناقبه مع بيان هول ما حلّ به وبقومه من الخسارة الفادحة بموته. ولكون هذا الغرض الشعري ناشئا عن التفجّع الصادق الذي يحسّ به الشاعر، يُعدّ من أبرز أغراض الشعر العربي وأصدقها معنى وأجلاها تعبيرا عن المشاعر والعواطف الإنسانية. لقد كان هذا الفنّ الشعري مرتع الشعراء منذ أقدم عهد الأدب العربي، حيث نجد عددا لا يحصى من المراثي بمختلف أنواعها في كل مرحلة من مراحل تاريخ الأدب العربي. أما في الهند، لقد تداول الشعراء هذا الغرض بكثير على منوال الشعراء العرب، فقرضوا من صميم قلوبهم قصائد رائعة في رثاء من فارقوهم من الأقارب والعلماء والحكّام والسلاطين. فهذه المقالة هي استعراض لمجموعة مراث نشرت مؤخّرا في تأبين عالم كبير عاش في ولاية كيرالا، باسم "دموع الأبناء على رثاء زين العلماء"، والتي تحتوى على أربعين مرثية رائعة بمعانيها وأساليبها لأربعين من الشعراء المعاصرين بجنوب الهند.
"دموع الأبناء على رثاء زين العلماء": إبداعا فنيّا
"دموع الأبناء على رثاء زين العلماء" هو مجموعة شعرية تشتمل على 40 مرثية، قرضها 40 شاعرا من الشعراء المعاصرين بجنوب الهند في تأبين الشيخ زين الدين مسليار ("مسليار" هو لقب يضاف إلى أسماء العلماء في جنوب الهند) الشرشيري رحمه الله (1937-2016م) الملقّب بزين العلماء والذي كان واحدا من العلماء العباقرة المعاصرين والأمين العام لجمعية العلماء لعموم كيرالا ومساعد الرئيس لجامعة دار الهدى الإسلامية بكيرالا. توفّي الشيخ رحمه الله في فبراير من عام 2016م ونشرت هذه المجموعة في ابريل من نفس السنة، قامت بجمعها ونشرها لجنة النشر تحت جمعية الهدى الطلابية، جمعية الطلبة بجامعة دار الهدى الإسلامية، حيث كان الفقيد رحمه الله يعمل محاضرا، كهديّة فنّيّة من قبل تلاميذه إلى أستاذهم الأجلّ. فحيث إن المراثي تنبع في صورتها الناضجة من عواطف من لهم علاقة مباشرة مع المرثي، إن جميع الشعراء الذين كتبوا قصائد هذه المجموعة إما من تلاميذ الشيخ رحمه الله أو ممّن تجرّب بقعر علمه وعلوّ مكانته في المجتمع.
في هذا الكتاب 184 صفحة، بما فيها التمهيد ومقالة وجيزة عن حياة المرثي. أما القصائد الأربعون فكلّها عموديّ الشكل مبنيّ حسب القواعد العروضية التقليدية، يتراوح عدد سطورها من عشرة إلى ستين سطرا بمعدّل 26 سطرا تقريبا. وبالمجموع تشتمل هذه المجموعة على 1033 بيتا شعريا. والذي يجدر بالذكر هنا هو أن الشعراء الذين كتبوا في هذه المجموعة وإن كان فيهم شعراء الجيل الكبير في فنّ الشعر العربي بكيرالا مثل الشيخ أنور عبد الله الفضفري والمولي علوي كتي كوتور والأستاذ بشير الفيضي الجيكوني ومحمّد ضياء الدين الفيضي ونحوهم ممن لهم باع طويل في مجال الشعر العربيّ، إلا أنّ أكثر من كتبوا فيها شعراء الجيل الجديد الذين لم يتجاوزوا ثلاثين من أعمارهم، الأمر الذي يبشّر باتصال سلسلة الشعراء العربية من أبناء الهند في العصر الحاضر. فالذي أقوم بهذه المقالة استعراض هذه المجموعة الشعرية عن طريق تحليل أدبي لقصائدها بوجه عامّ من خلال مضموناتها وأشكالها مع التركيز على العناصر الأربعة للأدب من المعنى والعاطفة والخيال والأسلوب.
"دموع الأبناء" من حيث المضمون:
يقسّم شوقي ضيف في مقدّمة كتابه "الرثاء"، المراثي إلى ثلاثة أنواع، فيقول: "ولكل أمة مراثيها، والأمّة العربية من الأمم التي تحتفظ بتراث ضخم من المراثي، وهي تأخذ عندها ألوانا ثلاثة، هي الندب والتأبين والعزاء" (ضيف، شوقي، الرثاء، ص. 5). أما الندب عنده فهو الرثاء الذي يتناول لحظات المعالجة لفراق الروح جسدها ممزوجا بالبكاء والنحيب والشجى. أمّا التأبين فهو ليس بنواح ولا نشيج كالندب، بل هو الثناء على الميت وتعداد مناقبه وذكر فضائله. أمّا العزاء فهو تأمل فكري في حقيقة الحياة والموت، ينطلق بنا إِلى آفاق فلسفية عميقة في معاني الوجود والعدم والخلود. فهذا الكتاب الذي بين أيدينا هو من اللون الثاني للرثاء أي التأبين لما أنّ القصائد فيها إنما تدور حول خصال وأوصاف الشيخ المرثي رحمه الله مع حرارة التعبير ودقّة التصوير.
فكما تبنى المراثي في اللغة العربية عادة على أربعة عناصر أساسية - الاستهلال ثم التفجّع ثم التأبين ثم التأسّي، نجد معظم القصائد في هذه المجموعة مبنيّة في ترتيب معانيها على هذا الأسلوب العامّ للمراثي باستخدام هذه العناصر الأربعة. فمعظم القصائد يشرع بما يدل على ما تتكثّف في قلوب الشعراء من غيوم الحزن والكآبة من أجل فراق الفقيد الحبيب لهم. فلتصوير ذاك التفجّع الصادق نرى الشعراء يتبعون خطوات المراثي الكلاسيكية باستهلالات تدور حول الدموع أو البكاء أو العيون أو القلوب أو الهموم أو نحوها. أما القصيدة الأولى في المجموعة فهي تشرع:
"أيا قلبِ دعْنِي أُسْبِلِ الدّمعَ جارِيًا على شيخِنا الأستاذِ بالحُزنِ باكِيًا"
وتشرع قصيدة أخرى:
"يا عَـينُ جُـــودِي بالدّمُوعِ تَقــــــطُّرا فابكِي وهذا شيْخُنا تـــحتَ الثرى"
كما تشرع أخرى :
"تَــــهـمِي العُـــــــيونُ بِدِيمَةٍ لم تَنْجَلِ وتَئــــِزُّ أفْــــئِــــــــــدَةٌ أزِيـــزَ المــــــــِرْجَلِ"
أما بعض الشعراء فقد افتتحوا واختتموا قصائدهم بالحمد والصلاة كما هي عادة بعض الشعراء الهنود. وبعد بيان الحزن والتأسّي في الأسطر الأولى نرى الشعراء ينتقلون إلى عدّ مناقب المرثيّ وصفاته ومكانته في المجتمع مع بيان الخسارة الفادحة التي تلقّاها المجتمع بفراقه. لقد كان الشيخ رحمه الله عالما جمع بين كنوز العلوم وأسرار علم التصوّف والمعرفة، ومتحلّيا بكلّ ما يتحلّى به علماء الآخرة. وقد كان فقيها مقبولا لدى الجميع بكيرالا بحيث تردّ إليه المسائل الفقهية المعضلة فيفتي ويحكم بأمور يقرّ بها الناس قولا قاطعا فيها. ومنذ صغر سنّه إلى آخر رمقه، كان مشغولا بطلب العلم وترويجه حيث ارتوى من معينه الثرّ آلاف من العلماء بكيرالا. لقد أدّت قبوليّته بين العوامّ والخواصّ إلى تولّي منصب الأمين العامّ لجمعية العلماء لعموم كيرالا المعروفة بـ"سمستا"، أكبر الجمعيات الإسلاميّة بالولاية، بالإضافة إلى مسؤولية القضاء والإفتاء في مئات من المحلاّت المسلمة. وقد كان محاضرا كبيرا بجامعة دار الهدى الإسلامية، إحدى الجامعات الأهلية الشهيرة بجنوب الهند كما كان مساعد الرئيس لنفس الجامعة. ولمهارته الفائقة في مختلف الفنون الدينيّة ورسوخ قدمه في مجال خدمة التعلم والتعليم لقّبه العلماء بكيرالا بلقب شرف "زين العلماء". فحيث كتبت قصائد مجموعة "دموع الأبناء" على أيدي شعراء مختلفين، نرى معظمها تدور في بيان هذه الصفات وغيرها للمرثيّ بتعبيرات مختلفة مع روعة متفاوتة حسب مدى رسوخ الشعراء في فنّ المقروضات.
فعلى سبيل المثال، عند الإشارة إلى قعر علمه رحمه الله نرى هذه السطور المختلفة في التعبير والمتّحدة في المغزى:
فيقول شاعر: "نَعَمْ بَحْرُ عِلْمٍ قَدْ قَضَى نَحْبَهُ فقَدْ تَنَاءَى عَنِ الدنْيا إِلى اللهِ سَاعِيًا"
ويقول آخر: "بَحــــــرُ العلومِ تــــروّى مِن مـــــناهــله جمٌّ غـــــــفيرٌ فمــــــِنْ ألْماسِهِ رُزِقــــوا"
وعند آخر: "وكــيْفَ يـــسْلُو فُؤادي بَعْدما غرُبتْ شمسُ العُلُومِ ومأوَى أهلِ عِرفان"
ويقول آخر: "كانتْ كُنوزُ العِــــلمِ فِي عَـــــرَصَاتِهِ مِثلَ الجِــــبَالِ الشمِّ راسِـــــــــخةً تُرى"
فهذا التفاوت في التعبير عن معنى واحد يقدّم لنا ألوانا بديعة من أساليب التعبير لدى شعراء الهند مع فرص للاطلاع على مقدرتهم في تجديد الأخيلة وابتكارها.
أما جميع المعاني الواردة في قصائد هذه المجموعة هي واضحة بسيطة بدون تكلفّ وإغراق في الأخيلة المبهمة، وبلا مبالغة ولا مغالاة تخرجانها عن الحدود المعتدلة، حتى يخيّل إلينا عند قراءة بعض قصائد هذه المجموعة بأنّنا نقرأ سيرة للفقيد تبيّن تاريخ حياته وملامح صفاته بأسلوب نثريّ سلس.
الشعراء إنما يفوزون في مهمّتهم إذا ما استطاعوا نقل عواطفهم التي تنبجس عنه أشعارهم إلى عقول القرّاء والسامعين نقلا دقيقا وصادقا. فمن هذه الناحية، نرى الشعراء في هذه المجموعة يحاولون بهذا النقل الأدبي ويفوزون إلى حدّ أكبر في مشاركة عواطف الحزن والتفجّع التي هي أساس قصائدهم مع القرّاء. فمن أمثلة مظاهر تلك العاطفة الصادقة في بعض المراثي:
"بكينا وأبكت بالأســى كلّ أنجم هـــــــموم بلاء حلّ كلّ مــــــــــخيّم
غـــــــداة وداع الشـــــيخ جــاوز داره إلى خير دار بالقضاء المحتّم
وفي قصيدة أخرى يصوّر الشاعر أحاسيسه الحارّة بقوله:
"غـــيم الجوى عــــمّ الجِوى كظلام فتمـــــطّــرت عين المــــــلا بغــــــــــــرام
ســـالت شــــوارع بالأنام كأنهــــــــــر وتزاحموا في الأرض دون لجام"
ويقول آخر:
"يا قــــبر علم، إن ســـــــــترت حبيبنا عنّا فلست عن القلوب مستّرا
يا قبر، كيف حويت كنز علومه كانت لكثرتها تفيض الأنهرا"
وكما تختم المراثي عادة بالدعاء على المرثيّ، نرى الشعراء في "دموع الأبناء" يتفنّنون في تقديم هذا الدعاء بحيث يختلف التعبير من شاعر إلى شاعر، فعلى سبيل المثال:
يدعو شاعر: "على قبره صبّ الإله كرامة وبلّ بغفران وعفو محتم
وفي قصيدة أخرى: "أثابه الله عن كلّ المحاسن في فردوس خلد مع المختار من أمم
وبتعبير شاعر آخر: "يا ربّ صبّ عليه وابل رحمة أخلف لأمّتنا بأفضل من يلي

المزايا الشكلية لـ"دموع الأبناء":
ومن تحليل منصف لمراثي "دموع الأبناء" يمكننا القول بأنّ هذه المجموعة قد احتفظت على معايير الأدب العربي بالهند في مزاياها الشكلية أيضا. فالذي نعني بالشكل هنا الخيال والأسلوب، العنصرين المهمين من عناصر الأدب الأربعة. أما الخيال فهو الوسيلة التي يعتمد عليها الأديب لتصوير عواطفه ونقلها إلى قلب القرّاء والسامعين بشكل مؤثر. فهذه الوسيلة قد تكون باستخدام الأدوات البلاغية المختلفة كما قد تكون بقصص مبنيّة على أخيلة بديعة. فبقدر ما تكون الصور الخيالية جديدة ومبتكرة تكون النصوص الأدبيّة طازجة وناضرة. فمن ناحية الخيال، نجد مجموعة "دموع الأبناء" تسلك المسلك العامّ للشعر العربي الهندي باكتفائها على الصور الخيالية البسيطة دون التعمّق إلى إمكانيّات التلاعب والتلذّذ بالأخيلة. فمعظم التشبيهات والاستعارات وغيرها من العناصر الخيالية في قصائد هذه المجموعة إن هو إلا معان متداولة على العموم بين الشعراء بالهند.
أما المزيّة التي تجدر بالذكر من حيث الشكل هي استخدام بعض القصائد فيها "حساب الجُمّل" الذي هو طريقة لتسجيل الأرقام والتواريخ باستخدام الحروف الأبجدية، حيث تم تعيين رقم معيّن لكل من الحروف. فهذه المزيّة وإن لم تكن لها قيمة أدبية، إنها تدلّ على القدرة الفائقة للشعراء في اللغة وتوظيف مفرداتها. فمن أمثلتها من هذه المجموعة قول شاعر:
قَدْ "طَاحَ" شُبَّاطَ فِي ألْفيْنِ مِن سَنَةٍ وسِتَّ عَشْرَةَ، بالميلادِ تِبْيانِي
فكلمة "طاح" هنا قد أوردها الشاعر بمعنى "سقط" و"مات"، ومع ذلك هو إشارة إلى تاريخ وفاة المرثيّ رحمه الله (كانت وفاته يوم الخميس، الثامن عشر من شهر شباط (فبراير)، 2016.)، حيث إن مقابله (ط+ا+ح) بحساب الجمّل هو ثمانية عشر. ويقول شاعر آخر:
(بِرِضَاكَ رَبِّكَ فِي عَلاءٍ) يَنْطَوِي عَامَ الوَفَاةِ، فَذاك خيرُ تَفَؤُّلِ
فقيمة الأحرف في الجملة بين القوسين حسب هذا الحساب هو 1437 الذي هو عام وفاته. ويؤرّخ شاعر آخر سنة ولادته بقوله:
(ظَفِرَتْ بِهِ الأمُّ النّجيبَةُ عُقْبةً) أرِّخْـــــــهُ مِيلادِيَّةً مِن عَامِ
فالمصراع الأول من هذا البيت قيمته 1937، أي سنة ولادته حسب التقويم الميلادي. والملحوظ أنّ هذا التفنّن الذي يحتاج إلى طول تجربة مع الشعر العربي ومع المفردات العربية، نجده مقصورا في أشعار الجيل الكبير من الشعراء الكاتبين في هذه المجموعة.
وقد فاز معظم الشعراء في "دموع الأبناء" في اختيار أحسن المفردات المناسبة للسياق، ودقّة استعمالها بحيث توحي إلى معان جميلة وضعت من أجلها. ويجدر بالذكر أن كثيرا من الأعلام الأعجمية قد وردت في بعض القصائد منها عند بيان الأمكنة التي تتعلّق بالمرثي، إلا أن الشعراء قد أظهروا قدرة فائقة في تعريبها بحيث توافق الأصوات العربية ثم في تبليطها في متن الأشعار بدون وقوع أي خلل في موسيقية الشعر وسلاسته.
وكلّ قصيدة من قصائد هذه المجموعة هي عمودية الشكل، بحيث تتمسك بالمعايير العروضية التقليدية في كل سطر من سطورها. فتسع عشرة قصيدة من الأربعين قصيدة هي من البحر الطويل الذي يعدّ كأولى الأوزان لصياغة عواطف الرثاء(مصطفى رافعي، تاريخ آداب العرب، ج.2، ص. 21). واختار سبعة شعراء البحر البسيط الذي وزنه "مستفعلن فاعلن" (أربع مرات) وسبعة آخرون البحر الوافر الذي تفاعيله "مفاعلتن" (ستّ مرّات) وسبعة آخرون البحر الكامل الذي وزنه "متفاعلن"(ستّ مرّات). أما من ناحية القوافي، فقد اتصف جميع القصائد باتحاد القوافي الذي يولّد تناسقا تصويريّا بكلّ قصيدة، إلا قصيدة واحدة، حيث سلكت مسلك الشعر المزدوج أو المثنيات، بحيث اعتمد فيها الشاعر على تصريع أبيات القصيدة جميعا، حتى تكون قافية الشطر الأول هي نفس قافية الشطر الثاني.
نهاية المطاف
فبالجملة، إن كتاب "دموع الأبناء على رثاء زين العلماء" هو إبداع فنّي جديد في مجال الشعر العربيّ بالهند. تحتوي هذه المجموعة الشعرية على أربعين قصيدة رائعة كتبها أربعون شاعرا بجنوب الهند في رثاء عالم كبير عاش بولاية كيرالا. فكلّ قصيدة من هذه المجموعة يتمسّك بالقواعد الموسيقية للشعر العربي، كما يتسم كلّ منها بدقّة التعبير وصدق العاطفة وسهولة المعاني و سلاسة الأسلوب. والميزة الملحوظة لهذا الديوان الشعري هي أنّ معظم الشعراء الذين كتبوا فيه هم الشباب من الجيل الناشئ، الأمر الذي يدلّ على بقاء قريحة الشعر العربي في قلوب أبناء الهند، رغم تدفّق تيّارات اللغات الغربية المختلفة إلى ثقافتهم. فمن تحليل صفحات هذا الكتاب الرائع، نستطيع أن نؤكّد بأنّ هذه المجموعة الشعرية لتبقى نقطة لامعة على الأبد في تاريخ الأدب العربي بالهند.


المصادر والمراجع:
- دموع الأبناء على رثاء زين العلماء، جمعية الهدى الطلابية، كيرالا، 2016م
- الرافعي، مصطفى صادق، تاريخ آداب العرب، مكتبة الإيمان، المنصورة، 1997م
- ضيف، شوقي، الرثاء، دارالمعارف، القاهرة، (د.ت)
- القيرواني، ابن رشيق، العمدة في محاسن الشعر وآدابه، دار الجيل، بيروت، 1981م
- محمد، سراج الدين، الرثاء في الشعر العربي، دار الراتب الجامعية، بيروت، (د.ت)