الحمد لله رب العالمين ونحمده ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه دائما ونصلي على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
أما بعد!
ف"إن الدين عند الله الإسلام" ، وبرحمته العظيمة وفضله الكبير نحن مسلمون منذ ميلادنا. ومن المعروف أن الإسلام قد ظهر في مكة المكرمة حيث أرسل الله عز وجل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فنور الإسلام ما كان محددا في تلك المنطقة، وما كان مقتصرا للعرب فقط، لأن الله تعالى قال في القرآن المجيد "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" أي جعل الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لهم لجميعهم. فلذا قد شاع نوره في العالم. ومهما يكن من الأمر، فإن الإسلام قد وصل إلى الهند في أوائل وقته، ولكن يأتي سؤال في رأسنا: متى وصل الإسلام لأول مرة في ولاية بنغال الغربية (وهي إحدى ولايات الهند) ؟ هناك مشكلة لإجابة هذا السؤال. ويتبين من الوثائق التاريخية أن العلاقات الهندية العربية كانت قائمة قبل بعثة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وخاصة يجب هنا ذكر العلاقة التجارية بين العرب والهنود. ومن خلال الحفرية الأثرية في بنغلاديش قدكشفت مسكوكة عربية ترجع إلى الخليفة هارون الرشيد ، ويتبين لنا من خلال هذا البيان أن العلاقة التجارية كانت قائمة بين العرب والبنغاليين في العصور القديمة، ونستطيع أن نقول إن هذه العلاقة ما كانت محدودة في تلك المنطقة ِفقط، بل كانت موجودة مع ولاية بنغال الغربية أيضا،إذ أن ولاية بنغال الغربية هي مجاورة لدولة بنغلاديش، وكانت ملحقة بالهند قبل تقسيمها منها. وجدير بالذكر هنا أن المسلمين لقد أسّسوا دولة مسلمة في البنغال وتم تحقيقها بقيادة اختيار الدين محمد بختيار الخلجي سنة 1204م ، فجاء إليها كثير من الصوفية والمبلغين. ويخبرنا التاريخ أيضا أن بعض الصوفية قد جاؤوا إلى البنغال قبل تأسيس الدولة المسلمة فيها . ومهما يكن من الأمر، فإن الصوفية الكرام قد قاموا بنشر الإسلام في منطقة البنغال (يراد بها ولاية بنغال الغربية وبنغلاديش)، وإنهم قد لعبوا دورا هاما في هذا الصدد، ومن أشهرهم:
1. مخدوم شاه محمود الغزنوي: هو صوفي مشهور، قد جاء إلى مانغالكوت في مديرية بردوان، وهي إحدى مديريات بنغال الغربية، وقد لعب دورا بارزا في نشر الإسلام حتى توفي ودفن فيها .
2. جلال الدين التبريزي: إن هذا الشيخ الشهير لقد جاء إلى البنغال في عهد حكم المسلمين، فاهتم بنشر الإسلام فيها. ويشهد التاريخ أنه قد أتى إلى لاخنوتي عام 1213م، فبنى له خانقاه في باندوا . وأثّر على قلوب الناس في ضوء خلقه العظيم وصفاته الكريمة. وبنتيجة لذلك، دخل كثير منهم في الإسلام، حتى لبى نداء ربه ودفن في "ديوتولا" في "باندوا" .
3. الشيخ عبد الله الكرماني: هو صوفي وداعية مشهور، أتى إلى ولاية بنغال الغربية من إيران يهدف إلى نشر الإسلام في أنحاءها وخاصة في مديريتي "بانكورا" و"بيربهوم". يقع مزاره في "خستيغيري" في مديرية "بيربهوم" .
4. أخي سراج الدين عثمان: إنه يعدّ من أشهر الصوفية أيضا، ويتبع الطريقة الجستية. وهو من تلاميذ الشيخ نظام الدين أولياء الذي يلقّبه ب"مرآة هندوستان". ومهما يكن من الأمر، فإنه قد شارك في نشر الإسلام في ولاية بنغال الغربية ، إلى أن مات في "غور" عام 1357م .
5. الشيخ علاء الحق: إنه يعدّ من تلاميذ الشيخ أخي سراج. وجدير بالذكر هنا أنه بنى له خانقاه في باندوا، ولعب دورا هاما في تدريس العلوم الدينية، فذاعت سمعته وشهرته في أنحاء العالم. ونتيجة لذلك، يأتي إليه الطلاب من كل أوب وصوب لكي يأخذوا عنه ويستفيدوا من مناهل علومه ومعارفه، إلى أن توفي عام 800 ه .
6. الشيخ نور قطب عالم: هو صوفي مشهور آخر، وكان ابن الشيخ علاء الحق. وإنه لما مات دفن في باندوا بجانب قبر والده .
7. شاه شفيع الدين: إنه يعدّ أيضا من مشاهير الصوفية، ويتبين لنا من الوثائق التاريخية أنه قد اهتم أيضا بنشر الإسلام في البنغال. وفي هذا الصدد لعب دورا هاما. حتى توفي ودفن في "شوتو باندوا" بمديرية "هغلي" .
المصادر والمراجع
1. القرآن الكريم
2. Al Masumi, M. Saghir Hasan, Bengal’s Contribution in Islamic Learning-I, Islamic Studies, Vol-6, No 2, Islamic Research Institute, International Islamic University, Islamabad, June 1967.
3. Banna, Azizul Haque, Barishale Islam, Islamic Foundation Bangladesh, Dhaka, 1994,
4. Jawhar, Mubarak Karim, Bharoter Sufi, Vol 1, 1st Publication, Koruna Prakashoni, 1371.
5. Karim, Abdul, SOCIAL HISTORY OF THE MUSLIMS IN BENGAL (DOWN TO A.D 1538), The Asiatic Society of Pakistan, Dacca, 1959.
6. Nazir Ahmad, AKM, Bangladeshe Islamer Agomon, 3rd Edition, Bangladesh Islamic Centre, Dhaka, 2013
7. Abdur Rahim, Muhammad, Social and Cultural history of Bengal, Volume 1.
8. Talib, Abdul Mannan, Bangladeshe Islam, Islamic Foundation, Bangladesh, 2002.